غزت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية في العراق وسوريا خلال اليومين الماضيين، معلومات كثيرة وأسماء عن "علماء وشخصيات اكاديمية ودينية كبيرة" قيل انها تعرضت لعمليات اغتيال في سوريا، على طريقة ما حصل في العراق عقب سقوط النظام السابق في 2003.
وتداولت وسائل اعلام بينها وسائل اعلام عراقية معروفة، خبرا عن "اغتيال عالمة الذرة السورية زهرة الحمصية"، الا ان البحث عن هذا الاسم، لا يظهر وجود أي عالمة سورية تحمل هذا الاسم، كما ان الصورة المتداولة تعود لعالمة فلك وفيزياء سورية تدعى شادية الحبال، وهي بالاصل عالمة "سورية أمريكية" ولا تقيم في سوريا بل هي أستاذة في جامعة ويلز البريطانية.
وفي ذات السياق، تم تداول صورة أخرى مع معلومات عن اغتيال "عالم كيمياء سوري بارز يدعى حمدي إسماعيل ندى"، الا ان الصورة المستخدمة تبين فيما بعد انها تعود لشخص مصري والذي ظهر في مقاطع فيديو ونشر منشورات تسخر من حقيقة قتله في سوريا او كونه عالم كيمياء اساساًّ!.
وأيضا تداولت وسائل الاعلام بشكل كبير معلومات عن اغتيال "الشيخ توفيق البوطي"، وهو شخصية معروفة وشهيرة في سوريا وتقلد عدة مناصب من بينها رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وكان مواليا لنظام الأسد.
الا ان المعلومات كانت متضاربة ولا توجد اية مصادر واضحة وصريحة عن حقيقة اغتيال البوطي، بل ان وسائل اعلام محلية سورية نقلت عن مصادر محلية تكذيبا لاغتيال البوطي.
والمثير للاهتمام والدهشة، ان وسائل اعلام معروفة وكبيرة وخصوصا في العراق وايران تناقلت الانباء دون تحقق من مصادرها وصحتها، فيما تحولت هذه المعلومات المشكوك بها او المزيفة الى رواية مقتنع بها يتم تداولها في وسائل الاعلام وحلقات النقاش.
وبالرغم من عدم وجود تأكيدات على ذلك، يستبعد مراقبون ان يتم اجراء عمليات تصفية لعلماء في سوريا، لكن عمليات التصفية قد تكون لكبار ضباط الامن والجيش في سوريا.