وقال المالكي انه "بعد اكثر من 18 شهرا من بدء مشكلة انخفاض قيمة العملة العراقية وحصول الفجوة الكبيرة بين سعر صرف الدولار الرسمي والسعر الموازي، تأكد بما لا يقبل الشك فشل اجراءات البنك المركزي و"اجراءات الحكومة" ومستشاريها، في تحقيق الاستقرار للدينار وتقليص الفجوة بين السعرين"، مبينا انه "لم يبق امامنا سوى التوجه لمساءلة الجهات المعنية وعلى وجه الخصوص ادارة البنك المركزي والحكومة عن هذا الفشل الذي يكلف الدولة اموال طائلة (ترليونات) تهدر خارج نطاق الموازنة، ومليارات تدخل في جيوب الفاسدين الذين تعددت عناوينهم".
وأضاف ان "الشعب يتحمل عبئا كبيرا نتيجة اعتماد اسعار معظم السلع على سعر الصرف في السوق الموازي الاعلى بكثير من سعر البيع الرسمي"، مشيرا الى ان "مساءلة الحكومة ستطال اعلى جهة فيها بسبب الاخفاق في تحقيق نقاط مهمة في البرنامج الحكومي والتسبب بهدر اموال طائلة، شعبنا بحاجة كبيرة اليها".
وتابع "سأحدد بشكل خاص ابرز موارد الخلل الذي تسببت به اجراءات البنك المركزي والحكومة في استمرار المشكلة وهدر الاموال، وهي :
1-فشل البنك المركزي والحكومة في تحديد موقف العراق اتجاه امريكا من التعامل مع الدول التي تحظر الولايات المتحدة عليها استخدام الدولار وتضيق التعامل التجاري معها كايران وسوريا، خلافا لدول اخرى نجحت في الاتفاق مع امريكا على صيغة تتعامل بها مع ايران وسوريا وتركيا دون ان تواجه قيود كالتي يواجهها العراق.
2- فشل الحكومة في السيطرة على المنافذ والتجارة غير الرسمية والتي تعتمد على الدولار الموازي، وهذا راجع لاخفاق الحكومة في توحيد السياسة الجمركية ومنع المنافذ غير الرسمية خاصة في كردستان التي يوجد فيها اكثر من 32 منفذا او معبرا غير رسمي وغير مسيطر عليه.
3- فشل الحكومة في معالجة موضوع ( صغار التجار ) الذين يتجاوز عددهم حسب معلومات حكومية 400 الف تاجر ومورد سلع في العراق، يمارسون التجارة خارج الاطار الرسمي، ويعتمدون في تغطية استيراداتهم على الدولار الموازي حيث يتهربون من استخدام المنصات والتحويل الرسمي لاسباب ضريبية وتجاوز التاخير الناتج عن تدقيق التحويلات.
4- فشل البنك المركزي والحكومة في معالجة مشكلة المضاربة والعمولات التي تحصل عليها المصارف والبنوك، حيث تشتري الدولار بالسعر الرسمي 132 وتبيعه بسعر يتجاوز 140 ، ودون ان تظهر ذلك في سجلاتها، ومن دون اجراءات محاسبة قانونية رادعة.
5- فشل اجراءات البنك المركزي والحكومة في تزويد المسافرين بالدولار وتحول هذا الملف الى ملف فساد قدرت تكلفته بمبلغ ( 600 مليار دينار) حسب بيانات رقابية ، بسبب تحصيل الدولار لاغراض السفر ومن دون تحقق السفر او الحاجة الفعلية ( حالات وهمية ).
واكد ان "هذه النقاط الخمسة تمثل ابرز اسباب مشكلة الفجوة في سعر الدولار وعدم استقراره، وبسببها تضيع وهدر المليارات"، لافتا الى "دخول مصارف عربية واجنبية واستحواذها على مزاد بيع العملة بحجة تسهيل اجراءات التعامل مع البنوك العالمية، التي تعاظمت ارباحها على حساب العراق".
واكد ان "مسؤوليتنا كنواب غير مشتركين في هذه الحكومة ومعارضين للمحاصصة وقد اقسمنا على رعاية مصالح الشعب تتطلب منا سلوك كل الطرق الدستورية والقانونية والشعبية للوقوف بوجه هذا الفشل وسوء الادارة الذي اهدر اموال الشعب واضر باقتصاد العراق، سنضع ايدينا بيد كل من يقف معنا من النواب من الكتل الاخرى الذين نعلم عدم رضاهم عن الوضع ونأمل انتفاضهم عليه".