recent
الاخبار العاجلة

بين الماضي والحاضر.. تاريخ ارقام السيارات في العراق وارتباطها بالتغيرات السياسية

 






تعد لوحات تسجيل السيارات أو المركبات في العراق هي اللوحات الرسمية لإثبات ملكية السيارات، وتصنع حاليا من معدن الألمنيوم وتظهر بألوان وعبارات مختلفة طبقا لنوع الاستخدام.

ونقلا عن الدكتور الراحل علي الوردي في موسوعته فان "اول سيارة دخلت للعراق كانت عام 1908 كانت لشخص اسمه حمدي باشا بابان وقد أدخلها عن طريق سوريا وكانت من نوع "أولدزموبيل"، فعند تشغيلها "بالهندر" كانت تصدر أصواتا عالية جداً، حيث اندهش اهالي بغداد لحظة دخول السيارة لأول مرة وخرجوا يتفرجون عليها وتفحص بعضهم تحتها كي يكتشفوا الحصان الكائن في دواخلها حسب اعتقادهم".
 
كما استخدم حاكم بغداد العثماني (جاويد باشا) السيارة في تنقلاته داخل المدينة منذ عام 1912 وكذلك زار فيها مناطق الفرات الاوسط عام 1914 وقد ادهش منظر السيارة السكان المحليون وعندما ذهب جاويد باشا الى النجف بسيارته وطلب من احد الوجهاء ان يركب معه لتسير بهم خارج المدينة فاعتذر ذلك الرجل من الركوب في السيارة خوفا منها.
 
ولم تكن هناك اول الامر ترخيص للمركبات ولا قيادتها اذ لم تكن هناك دائرة مختصة لمنح رخص سيارة او اجازة السوق ولم تصدر هذه الرخص الا بعد اعلان او اصدار قوانين السير والمرور خلال الثلاثينيات من القرن الماضي.
 
بداية اشكال اللوحات المرورية
 
وكان اول شكل لوحة مرورية عراقية صدر في بداية الثلاثينات باللون الأسود وكتابة الرقم بالعربية والانكليزية مع حرفين يرمزان لمنطقة تسجيل السيارة مثلا ب د تعني بغداد وهكذا، واستمرت حتى عام 1958.
وبعد ثورة 1958، استمرت اللوحات في استخدام الأرقام والحروف العربية، مع تطور التصميمات تدريجياً.
 
وفي عام 1968 خلال حكم "حزب البعث المنحل" أصبحت لوحات السيارات موحدة، حيث كانت عادةً سوداء مع كتابة بيضاء باللغة العربية وتضمنت رقمًا تسلسليًا واختصارًا للمحافظة.
 
وخلال فترة الثمانينيات، اعتمد العراق شكلاً جديدًا للوحة الترخيص، ويطبق هذا الشكل الجديد على كافة محافظات العراق، حيث ان لوحة الترخيص مقسمة إلى نصفين بخط أفقي، في الربع الأيمن السفلي مكتوب اسم الدولة "العراق" باللغة العربية، وفي الربع السفلي الأيسر اسم المحافظة باللغة العربية، ويوجد رقم التسجيل أعلى لوحة الترخيص.
 
وتستخدم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك هذا النموذج حتى الان، حيث ان إقليم كردستان ومنذ عام 1992، يتمتع بالحكم الذاتي الفعلي، ولم يتم تطبيق التغييرات في تنسيق الترخيص التي أثرت على بقية أنحاء العراق في إقليم كردستان.
 
وفي عام 2001، اعتمد العراق فيما بعد تنسيقًا جديدًا للوحة الترخيص بشكل مستطيل يكتب اسم العراق بالعربي في الأعلى واسفله اسم المحافظة وبجانبه لاصق "فسفوري" وعلى طوله رقم السيارة المكون من ستة ارقام واقل.
 
حقبة ما بعد 2003
 
وبعد سقوط النظام السابق قدم العراق لوحات تسجيل جديدة لتعزيز الأمن وتقليل التزوير.
 
ففي عام 2004 كانت اللوحات بيضاء مع كتابة سوداء، وتتضمن تنسيقاً جديداً يشمل اسم المحافظة باللغتين الإنجليزية والعربية، ورقمًا تسلسليًا، وهولوجرام لأغراض الأمان.
 
كم صدر رقم الفحص المؤقت للسيارات التي كانت تستورد من الخارج بلوحة سوداء مكتوب عليها باللون الأبيض عبارة (فحص مؤقت + اسم المحافظة).
 
اما لوحات المركبات الدبلوماسية والحكومية، مثل اللوحات الدبلوماسية والتي عادةً ما تكون زرقاء أو خضراء مع كتابة بيضاء وتنسيق مميز لتفريقها عن المركبات المدنية.
 
كما ان المركبات الحكومية غالباً ما تحمل لوحات خاصة ذات ألوان وعلامات مميزة لتحديد وضعها.
 
عام 2010 الرقم الذي يسمى محليا بـ"الألماني" والذي يعد مختصرا للوحة الذي سبقته حيث يتكون من لوحة بيضاء وخط اسود يحمل الرقم بالعربي والإنكليزي من خمسة مراتب مع اسم المحافظة واحرف تبدأ من (أ-ي والإنكليزي A-Z)، حيث استمر العمل بلوحات الألماني لغاية الان.
 
وبعد اتفاق الحكومة العراقية السابقة مع إقليم كردستان بضرورة توحيد اللوحات المرورية بعد انتشار السيارات التي تحمل ارقام كردستان في عموم المحافظات العراقية، باشر الإقليم عام 2022 بتغيير اللوحات الى اللوحات التي تسمى بالدولي، وهي تكون بشكل مستطيلة ذات لون ابيض وتحمل أرقاما باللون الأسود إضافة الى رقمين بجانبها ترمز للمحافظة.
 
لكن الحكومة العراقية السابقة لم تتمكن من توحيد اللوحات مع كردستان بسبب عدم وجود موازنة آنذاك.
 
الا ان الحكومة العراقية الحالية باشرت باجراءات طباعة اللوحات الذي يشابه حاليا اللوحات الدولية لإقليم كردستان، حيث افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مطلع حزيران الحالي، معمل تصنيع اللوحات المرورية، التابع إلى وزارة الداخلية، وسط العاصمة بغداد بخط إنتاجي يصل الى (2000) لوحة في الساعة الواحدة، بمعدل (16) ألف لوحة خلال شفت العمل الواحد، وقابل للزيادة، مع زيادة ساعات العمل حسب احتياج مديرية المرور، فيما اكد انه "بإمكان المعمل إنتاج (3) أنواع للّوحات بقياسات مختلفة، وحسب التعليمات وحاجة مديرية المرور، وهي اللوحة القصيرة، واللوحة الطويلة، ولوحة الدراجة النارية".
 
ويعكس تاريخ لوحات تسجيل السيارات في العراق التغيرات السياسية والتطورات التكنولوجية في البلاد، مما يعكس اتجاهات أوسع في الحكم والأمان.
 
 



google-playkhamsatmostaqltradent