يقترب موعد حلول شهر رمضان المبارك في العراق على وقع ارتفاع كبير بأسعار اللحوم الحمراء، حيث بلغت نسبة ارتفاعه اكثر من 35% حيث قفز من معدل بين 12 و15 ألف دينار، إلى مستوى جديد يبلغ بين 20 و23 الف دينار عراقي للكيلوغرام الواحد، فيما يعد هذا الارتفاع موسميًا.
وبالرغم من اعلان الحكومة العراقية ووزارة التجارة السيطرة على أسعار معظم المواد الغذائية، تحولت اللحوم التي تعد عنصرا غذائيا رئيسيا ولاسيما في شهر رمضان، تحولت الى عامل يستنزف ويحل بديلا عن الاستقرار بأسعار المواد الغذائية الأخرى، لينغص الاستقرار السعري.
وتضاربت المعلومات والتبريرات حول أسباب ارتفاع اللحوم الحمراء، الا ان الامر اليقيني الوحيد ان الأسباب متعددة وليست واحدة.
وتستعرض في هذا التقرير عدة أسباب قد تكون وراء ارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 35% في العراق، حيث ان واحدة من الأسباب المطروحة عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في العراق، هو ارتفاع أسعار الاعلاف بسبب قلة المراعي خلال الصيف.
اما السبب الاخر، فهو ان بسبب الامطار وخلال فترات الربيع يقوم الرعاة باخذ اغنامهم الى المراعي الخضراء لتسمينها وعدم ذبحها الان، الامر الذي يتسبب بارتفاع الأسعار لقلة المعروض.
فيما يبرز حلول شهر رجب ورمضان كأسباب إضافية ترفع الأسعار نتيجة ارتفاع الطلب على اللحوم الحمراء وشراء الأغنام، مقابل محدودية العراق.
كما ان نظرة على ارقام الإنتاج والاستهلاك تظهر حجم العجز الكبير في العراق بين العرض والطلب في اللحوم الحمراء، حيث تبلغ حاجة الفرد العراقي 12 كيلوغرام سنويا من اللحوم، مايعني ان العراق يحتاج لاكثر من 500 الف طن من اللحوم الحمراء سنويا، بينما لاينتج اكثر من 195 الف طن سنويًا، مايعني ان الإنتاج يغطي اقل من 40% من الحاجة، لتبلغ نسبة العجز اكثر من 60%، ليأتي تهريب الاغنام العراقية كسبب اضافي يجعل العرض غير قادر على سد الطلب.
بالمقابل، أدى ارتفاع الأسعار الى دعوات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة شراء اللحم لحين عودة أسعاره، فيما بدأ اخرون يروجون للحوم من أنواع أخرى بسبب ارتفاع أسعار اللحوم العراقية.